اندلعت موجة غضب واسعة في لبنان عقب غارة جوية إسرائيلية مميتة استهدفت منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، التي تعتبر معقلًا رئيسيًا لحزب الله. الهجوم، الذي أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، أثار استياءً كبيرًا في الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية، حيث أدانت الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي هذه الضربة واعتبرتها تصعيدًا خطيرًا في الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
وفقًا للتقارير، استهدفت الغارة مواقع يُعتقد أنها تابعة لحزب الله، لكن الضربة تسببت في وقوع خسائر بشرية بين المدنيين، مما زاد من حدة الغضب. السكان المحليون عبروا عن استيائهم من استهداف مناطقهم السكنية، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقف “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة” على الأراضي اللبنانية.
حزب الله، من جهته، تعهد بالرد على هذا الهجوم، مؤكداً أن “العدوان الإسرائيلي لن يمر دون عقاب”. في بيان رسمي، قال الحزب إن هذه الغارة تمثل “انتهاكًا للسيادة اللبنانية” وأن إسرائيل ستتحمل مسؤولية التصعيد. الحزب أشار إلى أن المقاومة اللبنانية جاهزة للرد في الوقت والمكان المناسبين، مما يزيد من احتمال تصاعد التوترات في الأيام المقبلة.
الحكومة اللبنانية أدانت الغارة الإسرائيلية بشدة، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي وسيادة لبنان. ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هذه الهجمات التي تهدد استقرار المنطقة. الرئيس اللبناني حذر من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في لبنان، في وقت يعاني فيه البلد من أزمة اقتصادية وسياسية خانقة.
إسرائيل، من جانبها، أكدت أن الغارة كانت تستهدف مواقع عسكرية لحزب الله تستخدم لتخزين الأسلحة وتخطيط العمليات ضد إسرائيل. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إن هذه الضربة جاءت ردًا على هجمات سابقة نفذها حزب الله ضد أهداف إسرائيلية، وشدد على أن إسرائيل لن تتهاون في حماية أمنها.
المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، دعا إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد. الأمم المتحدة أعربت عن قلقها إزاء تأثير هذه الهجمات على المدنيين ودعت إلى وقف فوري للأعمال العدائية. كما دعت إلى فتح تحقيق في الهجوم لضمان محاسبة المسؤولين عن الخسائر البشرية.
مع تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تزداد المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة بين إسرائيل وحزب الله. الحرب الأخيرة بين الطرفين في عام 2006 أدت إلى دمار واسع في لبنان، ويرى المحللون أن أي تصعيد جديد قد يكون له تأثيرات كارثية على لبنان والمنطقة بأكملها.