في تصريح حاد يعكس تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه لن يكون هناك “ملاذ آمن” لأعداء إسرائيل في معاقل حزب الله في بيروت. هذا التصريح يأتي في ظل تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد مواقع الحزب في لبنان وسوريا، حيث تسعى إسرائيل إلى تقويض قدرات حزب الله العسكرية التي ترى فيها تهديدًا لأمنها القومي.
غالانت أشار إلى أن الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تُعتبر المعقل الرئيسي لحزب الله، قد تكون هدفًا مشروعًا لأي عمليات إسرائيلية مستقبلية إذا استمر الحزب في تنفيذ هجمات ضد إسرائيل أو تعزيز قوته العسكرية. وأضاف أن إسرائيل لن تتوانى عن استهداف أي مواقع تعتبرها جزءًا من “البنية التحتية الإرهابية” لحزب الله، سواء كانت في لبنان أو سوريا.
تصريحات غالانت تأتي بعد سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع تابعة لحزب الله في سوريا وجنوب لبنان، حيث تقول إسرائيل إنها تسعى لمنع تهريب الأسلحة المتطورة من إيران إلى الحزب. وتعتبر إسرائيل أن حزب الله يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ والأسلحة التي يمكن أن تهدد المدن الإسرائيلية في أي مواجهة مستقبلية.
من جهته، رد حزب الله على هذه التصريحات بتأكيد استعداده للرد على أي اعتداء إسرائيلي، مشيرًا إلى أن المقاومة اللبنانية لن تتردد في الدفاع عن الأراضي اللبنانية. الحزب أكد أن أي استهداف للضاحية الجنوبية أو أي منطقة أخرى في لبنان سيواجه برد قاسٍ، مضيفًا أن إسرائيل ستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد.
التوترات بين إسرائيل وحزب الله تزايدت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، مع تصاعد العمليات العسكرية والضربات الجوية من الجانب الإسرائيلي. حزب الله يعتبر نفسه قوة “مقاومة” شرعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما ترى إسرائيل في الحزب تهديدًا استراتيجيًا يجب مواجهته.
المجتمع الدولي أعرب عن قلقه إزاء هذه التصريحات والتصعيد المستمر بين الطرفين، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ضرورة ضبط النفس وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في المنطقة. مع ذلك، يبقى مستقبل الأوضاع غير واضح، حيث يعتمد الكثير على مدى استعداد الطرفين للتهدئة أو استمرار التصعيد.
التصريحات الصادرة عن غالانت تُعتبر إشارة إلى أن إسرائيل قد لا تلتزم بحدود معينة في استهدافها لحزب الله، حتى لو كان ذلك يعني توسيع نطاق العمليات إلى مناطق مدنية أو مكتظة بالسكان في لبنان.