في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية، شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، بعد سلسلة من الهجمات الليلية السابقة. استهدفت هذه الغارات مناطق حارة حريك وبرج البراجنة، مما أدى إلى تدمير عدة مبانٍ سكنية وتجارية، وإصابة العشرات من المدنيين بجروح متفاوتة الخطورة.
أفادت مصادر طبية في بيروت أن المستشفيات استقبلت أعدادًا كبيرة من الجرحى، بينهم نساء وأطفال، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين تحت الأنقاض. من جانبها، أدانت الحكومة اللبنانية هذه الهجمات، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية وخرق للقرارات الدولية.
في المقابل، بررت إسرائيل هذه الغارات بأنها رد على إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه أراضيها، متهمة حزب الله بالمسؤولية عن هذه الهجمات. وأكدت أنها ستواصل عملياتها العسكرية حتى القضاء على ما وصفته بـ”التهديدات الإرهابية” على حدودها الشمالية.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، حيث شهدت الأسابيع الماضية تبادلًا مكثفًا لإطلاق النار عبر الحدود، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة. دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية.
يُذكر أن الضاحية الجنوبية لبيروت تعرضت في السابق لعدة غارات إسرائيلية، كان آخرها في أكتوبر الماضي، حيث استهدفت مناطق سكنية وتجارية، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا وتدمير واسع للبنية التحتية. تستمر هذه الهجمات في ظل غياب أي حل سياسي للأزمة المستمرة بين الجانبين، مما يزيد من معاناة المدنيين ويهدد استقرار المنطقة بأكملها.