في تصعيد جديد للتوترات بين إسرائيل وحزب الله، أفادت تقارير بأن القائد البارز في حزب الله، إبراهيم عقيل، كان مستهدفًا في غارة جوية إسرائيلية على منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت. هذه الضربة تأتي ضمن سلسلة من الهجمات التي تشنها إسرائيل على مواقع تابعة للحزب في لبنان وسوريا، حيث تستهدف بشكل خاص القيادات العسكرية والشبكات اللوجستية للحزب المدعوم من إيران.
إبراهيم عقيل يُعد واحدًا من كبار القادة العسكريين في حزب الله، وله دور محوري في تنظيم وتخطيط العمليات العسكرية ضد إسرائيل. استهدافه يمثل محاولة إسرائيلية لتقويض البنية القيادية لحزب الله وإضعاف قدرته على شن هجمات ضد الأهداف الإسرائيلية. ومع ذلك، لم تؤكد مصادر حزب الله رسميًا مصير عقيل أو مدى نجاح الغارة في تحقيق أهدافها.
الضاحية الجنوبية، وهي المعقل الرئيسي لحزب الله في بيروت، تعرضت في السنوات الأخيرة لعدة ضربات إسرائيلية، حيث تسعى إسرائيل إلى تقويض قوة الحزب العسكرية المتنامية. إسرائيل تعتبر حزب الله تهديدًا رئيسيًا لأمنها القومي بسبب امتلاكه لترسانة ضخمة من الصواريخ بعيدة المدى والقوة البشرية المدربة.
في المقابل، أدان حزب الله الغارة الإسرائيلية، معتبرًا أنها “عدوان سافر” على السيادة اللبنانية، وتعهد بالرد في الوقت والمكان المناسبين. وأكد الحزب في بيان أن المقاومة اللبنانية مستعدة لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي وأنها لن تسمح لإسرائيل بفرض سياساتها بالقوة.
الحكومة اللبنانية أدانت الهجوم أيضًا، واصفةً إياه بأنه انتهاك صارخ للسيادة الوطنية، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف ما وصفته بـ”العدوان المتكرر” على الأراضي اللبنانية. كما حذرت من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة برمتها.
التوترات بين إسرائيل وحزب الله تزايدت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، حيث تبادل الجانبان الهجمات والتهديدات. حزب الله يعتبر نفسه “مقاومة شرعية” ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما تصر إسرائيل على أن أنشطته تشكل تهديدًا وجوديًا يجب مواجهته بكل الوسائل الممكنة.
المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، دعا إلى ضبط النفس وتجنب تصعيد جديد قد يؤدي إلى اندلاع نزاع شامل في لبنان. ومع ذلك، يبقى مستقبل التوترات غامضًا، حيث يعتمد الوضع بشكل كبير على مدى استمرار تبادل الضربات بين الطرفين وما إذا كانت الجهود الدبلوماسية ستنجح في تهدئة الأوضاع قبل أن تتفاقم.