في تطور جديد للأزمة بين إسرائيل ولبنان، تستعد الولايات المتحدة وفرنسا لممارسة ضغوط مكثفة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد رفض مستشاره الاستراتيجي رون ديرمر اقتراحًا للهدنة مع لبنان. الرفض الإسرائيلي يأتي في وقت حساس يشهد تصاعدًا كبيرًا في التوترات بين إسرائيل وحزب الله، وسط مخاوف دولية من أن تؤدي المواجهات المتصاعدة إلى اندلاع نزاع شامل في المنطقة.
الاقتراح الذي يدعمه كل من الولايات المتحدة وفرنسا يهدف إلى التوصل إلى هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحزب الله، تتيح فرصة للمفاوضات السياسية وتجنب المزيد من التصعيد العسكري. ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل غير مستعدة للتهدئة في الوقت الحالي، حيث ترى في حزب الله تهديدًا استراتيجيًا مستمرًا لأمنها القومي. ديرمر أشار في تصريحاته إلى أن الهدنة قد تمنح حزب الله فرصة لتعزيز قدراته العسكرية، وهو ما ترفضه إسرائيل.
الولايات المتحدة، التي تلعب دورًا محوريًا في جهود التوسط بين الأطراف المتنازعة، تخشى أن يؤدي التصعيد إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أوسع. الإدارة الأمريكية ترى أن التوصل إلى هدنة يمكن أن يمنع اندلاع حرب شاملة قد تكون لها تداعيات كارثية على لبنان وإسرائيل والمنطقة بأسرها. في هذا السياق، تسعى واشنطن إلى إقناع نتنياهو بقبول الهدنة كخطوة أولى نحو تهدئة التوترات.
فرنسا، من جانبها، تشدد على أهمية الحلول الدبلوماسية في هذه الأزمة. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعمل بالتعاون مع نظرائه في أوروبا على تعزيز الجهود الرامية إلى إقناع نتنياهو بقبول التهدئة. باريس ترى أن الاستقرار في لبنان يعد ضرورة حيوية للسلام في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها لبنان.
المجتمع الدولي ينظر بقلق إلى تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث دعت الأمم المتحدة مرارًا إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات. مع ذلك، يظل الوضع هشًا، حيث تستمر إسرائيل في استهداف مواقع حزب الله، بينما يتوعد الحزب بالرد على أي هجوم إسرائيلي.
الضغوط الدولية على نتنياهو تأتي في وقت يواجه فيه انتقادات داخلية متزايدة بشأن تعامله مع التصعيد العسكري، حيث يرى البعض أن النهج الصارم قد يؤدي إلى تصعيد أكبر بدلًا من تحقيق الأمن. في المقابل، يدافع نتنياهو عن موقفه مشددًا على أن أي هدنة لا تضمن نزع سلاح حزب الله ستكون بمثابة “استراحة مؤقتة” للحزب لتعزيز قوته العسكرية.
بينما تواصل الولايات المتحدة وفرنسا جهودهما الدبلوماسية، يبقى مستقبل الأزمة غامضًا. هل سيستجيب نتنياهو لهذه الضغوط الدولية ويقبل بالتهدئة، أم أن التصعيد سيستمر، مما يزيد من احتمالية اندلاع مواجهة شاملة؟ يبقى السؤال مفتوحًا في ظل تعقيد الوضع الراهن في المنطقة.