في تطور مثير للجدل، اتهمت جهات رسمية لبنانية إسرائيل بإخفاء متفجرات داخل أجهزة النداء الآلي (البيجر) التي تم بيعها لأعضاء من حزب الله. هذه الادعاءات تأتي وسط تصاعد التوترات بين لبنان وإسرائيل، وتثير قلقًا واسعًا حول استخدام وسائل تقنية في عمليات التفجير والتخريب.
المسؤولون اللبنانيون أكدوا أن التحقيقات الأولية أظهرت أن أجهزة النداء التي وصلت إلى أيدي أفراد من حزب الله قد تم تعديلها لتحتوي على متفجرات صغيرة، مما يجعلها أداة خطيرة يمكن تفجيرها عن بُعد. وقالت هذه المصادر إن هذه الأجهزة تم بيعها عبر وسطاء وتم التلاعب بها في مراحل معينة قبل أن تصل إلى لبنان.
هذه الاتهامات أثارت ضجة كبيرة في لبنان والمنطقة، حيث يُعتبر حزب الله من أبرز الفصائل المسلحة في المنطقة، ويخوض مواجهة مستمرة مع إسرائيل. وفقًا للمصادر اللبنانية، تم اكتشاف هذه المتفجرات بعد سلسلة من الحوادث التي وقعت مؤخراً، حيث انفجرت بعض أجهزة النداء بشكل غير متوقع، مما أسفر عن وقوع إصابات بين الأفراد الذين كانوا يستخدمونها.
الجهات اللبنانية طالبت بإجراء تحقيق دولي في هذه الادعاءات، معتبرةً أن مثل هذه الأساليب تمثل “انتهاكًا صارخًا” للقوانين الدولية وتهدد استقرار لبنان. ودعت الحكومة اللبنانية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى التدخل للتحقيق في هذا الأمر وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة.
على الجانب الآخر، لم يصدر عن إسرائيل أي تعليق رسمي حول هذه الاتهامات، لكن المحللين يرون أن استخدام وسائل تقنية معقدة مثل أجهزة النداء الآلي المزودة بالمتفجرات قد يكون جزءًا من الحروب غير التقليدية التي تعتمد عليها إسرائيل في مواجهتها مع حزب الله. يُذكر أن إسرائيل لطالما استهدفت حزب الله في عمليات عسكرية واستخباراتية متكررة، سواء في لبنان أو في سوريا.
العديد من المراقبين حذروا من أن هذه الادعاءات قد تؤدي إلى تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله، خاصة إذا ثبتت صحتها. ويخشى البعض أن يؤدي هذا الكشف إلى مزيد من التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، التي تشهد بالفعل حالة من التوتر المستمر.
المجتمع الدولي يتابع هذه القضية عن كثب، حيث دعت الأمم المتحدة الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد. وفي الوقت نفسه، يبقى الوضع على الأرض متوترًا، حيث يترقب الجميع ما ستؤول إليه نتائج التحقيقات، وما إذا كانت هذه الاتهامات ستزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في لبنان.
في ظل هذا التطور الخطير، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى استخدام التكنولوجيا في الصراعات الإقليمية، وكيف يمكن أن تؤدي مثل هذه الأساليب إلى تعقيد الوضع الأمني في منطقة متوترة بالفعل.