في حادثة مروعة، أسفرت غارة جوية إسرائيلية بالقرب من مدينة بعلبك اللبنانية عن مقتل 23 عاملًا سوريًا. الغارة التي استهدفت منطقة ريفية خارج بعلبك تسببت في وقوع عدد كبير من القتلى، معظمهم من العمال السوريين الذين كانوا يعملون في مزارع ومواقع بناء في المنطقة. هذا الهجوم أثار غضبًا واستياءً واسعًا في لبنان وسوريا، حيث تُعتبر هذه الضربة واحدة من أكثر الهجمات دموية في الفترة الأخيرة.
بحسب التقارير المحلية، لم تكن المنطقة المستهدفة تضم أي مواقع عسكرية أو منشآت لحزب الله، مما جعل هذه الغارة صادمة للكثيرين في لبنان والمنطقة. السلطات المحلية أكدت أن الضحايا كانوا عمالًا مدنيين، وأنهم لقوا حتفهم أثناء قيامهم بأعمالهم اليومية. هذا الهجوم أثار تساؤلات حول دقة الضربات الجوية الإسرائيلية وأهدافها، خاصة في ظل تكرار الهجمات على لبنان وسوريا.
الحكومة اللبنانية أدانت بشدة هذا الهجوم، واصفةً إياه بأنه “جريمة حرب” ضد المدنيين. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة” على الأراضي اللبنانية. كما طالبت الأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عن قتل العمال السوريين.
إسرائيل لم تعلق رسميًا على الحادثة حتى الآن، لكن الهجمات الأخيرة تأتي في إطار التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله. الجيش الإسرائيلي يستهدف بشكل منتظم مواقع يُشتبه بأنها تابعة لحزب الله في جنوب لبنان وسوريا، في محاولة لمنع تهريب الأسلحة من إيران عبر سوريا إلى الحزب.
حزب الله، من جهته، توعد بالرد على أي هجوم يستهدف الأراضي اللبنانية أو المدنيين. وأكد الحزب في بيان أن هذا الهجوم لن يمر دون رد، مشيرًا إلى أن المقاومة اللبنانية ستواصل الدفاع عن سيادة لبنان وشعبه.
المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، دعا إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد العسكري. وقد حذر العديد من الدبلوماسيين من أن استمرار الهجمات والردود المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
مع تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وفي سوريا، يبقى الوضع في المنطقة هشًا، وسط مخاوف من أن يؤدي تصعيد إضافي إلى تداعيات كارثية على الأمن والاستقرار الإقليمي.