في تصعيد جديد للصراع بين إسرائيل وحزب الله، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية على البنية التحتية التابعة لحزب الله على الحدود السورية اللبنانية. هذه الغارات استهدفت مواقع يُعتقد أنها تستخدم لتخزين الأسلحة وتدريب المقاتلين، وذلك ضمن جهود إسرائيل المستمرة لإضعاف قدرات الحزب العسكرية ومنع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان.
الضربات الجوية جاءت بعد تقارير استخباراتية أفادت بأن حزب الله يعمل على تعزيز مواقعه على الحدود السورية اللبنانية، حيث يستخدم هذه المنطقة كمعبر استراتيجي لتهريب الأسلحة المتطورة والصواريخ التي يحصل عليها من إيران عبر الأراضي السورية. الجيش الإسرائيلي أكد أن هذه الضربات تهدف إلى منع حزب الله من تعزيز قدراته العسكرية التي تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال في بيان إن “الجيش سيواصل استهداف البنية التحتية الإرهابية لحزب الله في أي مكان، سواء في لبنان أو سوريا”. وأضاف أن هذه العمليات تأتي في إطار استراتيجية إسرائيل لمنع الحزب من تطوير ترسانته الصاروخية التي تعتبرها إسرائيل تهديدًا كبيرًا لمدنها وسكانها.
من جهته، لم يصدر حزب الله بيانًا رسميًا حول الضربات، لكن الحزب أكد في تصريحات سابقة أنه لن يتوانى عن الدفاع عن الأراضي اللبنانية وأن أي هجوم إسرائيلي سيواجه برد قاسٍ. في حين أن الحزب لم يرد بشكل مباشر على هذه الغارات، إلا أن التصعيد الحالي يثير مخاوف من اندلاع مواجهة أكبر بين الطرفين.
الغارات الإسرائيلية على مواقع حزب الله ليست جديدة، حيث سبق وأن استهدفت إسرائيل مرارًا البنية التحتية للحزب داخل سوريا وفي لبنان، في محاولة لقطع خطوط الإمداد وتقويض نفوذه في المنطقة. ومع ذلك، تصاعدت وتيرة الهجمات في الأسابيع الأخيرة، مما يعكس زيادة التوترات بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الصراع الإقليمي بين إيران وإسرائيل.
الحكومة اللبنانية أدانت هذه الغارات ووصفتها بأنها “انتهاك للسيادة اللبنانية”، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف “العدوان الإسرائيلي المتكرر” على لبنان. وأشارت إلى أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان.
المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، دعا إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة. الأمم المتحدة أكدت على ضرورة احترام السيادة اللبنانية ودعت الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات لحل النزاعات العالقة بطرق سلمية.
مع تصاعد هذه التوترات، يبقى مستقبل الصراع بين إسرائيل وحزب الله غير مؤكد. ومع ذلك، يظل الوضع على الحدود السورية اللبنانية متوترًا، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار الضربات الإسرائيلية إلى تفاقم الأوضاع وإشعال فتيل نزاع أكبر في المنطقة.