في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية، أعلن حزب الله مسؤوليته عن هجوم صاروخي استهدف مدينة كريات شمونة في شمال إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم يأتي في إطار “الدفاع عن لبنان” ضد الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. الهجوم، الذي أسفر عن وقوع أضرار مادية، يأتي بعد أيام من الغارات الإسرائيلية المكثفة على مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان.
في بيان صادر عن حزب الله، أوضح الحزب أن الهجوم الصاروخي جاء ردًا على “الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة” على الأراضي اللبنانية. واعتبر الحزب أن من حق لبنان الدفاع عن سيادته ضد أي محاولات لتهديد أمنه واستقراره. البيان أكد أيضًا أن المقاومة اللبنانية لن تتوانى عن التصدي لأي هجوم إسرائيلي، وأن الرد سيستمر طالما استمرت إسرائيل في استهداف لبنان.
الجيش الإسرائيلي رد بسرعة على الهجوم، حيث شن غارات جوية مكثفة على مواقع يُعتقد أنها تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان له أن الهجوم الصاروخي على كريات شمونة يعد “اعتداءً سافرًا” على إسرائيل، وأنه لن يمر دون عقاب. كما أشار الجيش إلى أن جميع الخيارات العسكرية مطروحة على الطاولة لضمان حماية أمن المواطنين الإسرائيليين.
التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله يثير مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة على الحدود بين لبنان وإسرائيل. كلا الجانبين تبادلا التهديدات في الأسابيع الأخيرة، مع تكثيف إسرائيل لضرباتها الجوية ضد مواقع حزب الله في لبنان وسوريا، بينما تعهد حزب الله بالرد على أي هجوم إسرائيلي.
الحكومة اللبنانية دعت إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد، محذرة من أن أي نزاع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية وسياسية حادة. كما طالبت المجتمع الدولي بالتدخل للحد من التوترات ومنع اندلاع حرب جديدة في المنطقة.
المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، أعرب عن قلقه إزاء هذه التطورات، ودعا كلا الطرفين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وتجنب التصعيد العسكري. الأمم المتحدة شددت على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين من العنف المتزايد.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، تبقى الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية محفوفة بالمخاطر، مع احتمال اندلاع مواجهة شاملة في أي لحظة. ومع استمرار تبادل الهجمات والتهديدات، يترقب العالم ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية ستنجح في تهدئة الأوضاع أو أن المنطقة تتجه نحو صراع أوسع قد تكون له تداعيات كارثية على لبنان وإسرائيل والشرق الأوسط بشكل عام.