في تصعيد كبير للأعمال العسكرية، أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان عن مقتل 558 شخصًا، معظمهم من المدنيين. هذه الضربات التي استهدفت مواقع متعددة في جنوب لبنان والبقاع، وكذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، أثارت موجة من الغضب المحلي والدولي، حيث تُتهم إسرائيل بتعريض حياة المدنيين للخطر وتدمير البنية التحتية اللبنانية.
الهجمات جاءت في إطار النزاع المستمر بين إسرائيل وحزب الله، الذي شهد تصاعدًا كبيرًا في الأسابيع الأخيرة. بحسب التقارير المحلية، تركزت الغارات على مواقع يُشتبه بأنها تابعة لحزب الله، بما في ذلك مخازن أسلحة ومراكز قيادة. ومع ذلك، تسببت الضربات أيضًا في وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين، مما زاد من الانتقادات الدولية بشأن استخدام القوة المفرطة واستهداف مناطق سكنية.
الحكومة اللبنانية أدانت بشدة هذه الغارات، واصفةً إياها بأنها “جرائم حرب” ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف ما وصفته بـ”المجازر” بحق الشعب اللبناني. الرئيس اللبناني دعا إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة التصعيد الإسرائيلي، مطالبًا بفرض عقوبات على إسرائيل لخرقها القانون الدولي الإنساني.
في المقابل، دافعت إسرائيل عن عملياتها العسكرية، مشيرة إلى أن الغارات تهدف إلى القضاء على تهديدات حزب الله الصاروخية التي تستهدف المدن الإسرائيلية. الجيش الإسرائيلي أكد أنه يهدف إلى الحد من قدرة حزب الله على شن هجمات ضد إسرائيل، لكنه أشار إلى أن وقوع خسائر بين المدنيين كان “نتيجة مؤسفة” للتواجد العسكري للحزب داخل المناطق المدنية.
الضربات الإسرائيلية تسببت في دمار واسع، حيث تضررت المنازل والبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس. الفرق الطبية والإنسانية تجد صعوبة في التعامل مع حجم الإصابات، حيث تتزايد أعداد الجرحى والقتلى مع استمرار القصف.
المجتمع الدولي عبر عن قلقه العميق إزاء هذه التطورات، حيث دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري للعمليات العسكرية بين الطرفين. الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى ضرورة حماية المدنيين، مشددًا على أن استهداف المناطق المأهولة بالسكان يتعارض مع القانون الدولي.
مع استمرار التصعيد، يخشى الكثيرون من أن النزاع قد يتوسع ليشمل مناطق أخرى من لبنان وربما يمتد إلى دول مجاورة. الأزمة الحالية تزيد من تعقيد الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية خانقة وعدم استقرار سياسي.
في ظل هذه الأحداث المتسارعة، يبقى السؤال حول ما إذا كان المجتمع الدولي سيتحرك بسرعة لوقف التصعيد ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، أم أن المنطقة ستنجر إلى حرب شاملة قد تكون لها تداعيات كارثية على لبنان والشرق الأوسط بأكمله.