تصاعدت التوترات بين فرنسا وإسرائيل إثر حادثة احتجاز موظفي القنصلية الفرنسية في القدس لفترة وجيزة. وقعت الحادثة عندما اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية مجمع كنيسة “باتر نوستر” المملوكة لفرنسا في القدس، واحتجزت اثنين من موظفي القنصلية الفرنسية، رغم تمتعهم بالحصانة الدبلوماسية. أدى ذلك إلى إلغاء زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، للموقع.
أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن استيائها من هذه الحادثة، ووصفتها بأنها انتهاك لسلامة المواقع التابعة لفرنسا، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات الثنائية بين البلدين. وأعلنت الوزارة عن نيتها استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس للاحتجاج على هذه التصرفات.
من جانبها، وصفت الشرطة الإسرائيلية الحادثة بأنها “سوء فهم”، مشيرة إلى أن الموظفين الفرنسيين رفضوا التعريف بأنفسهم عند محاولة دخول الموقع، مما أدى إلى احتجازهم لمدة 20 دقيقة قبل إطلاق سراحهم بعد التحقق من هويتهم.
تأتي هذه الحادثة في ظل توترات سابقة بين البلدين، حيث دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مما أثار انتقادات من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي وصف الدعوة بأنها “مخزية”.
تُعتبر كنيسة “باتر نوستر” موقعًا ذا أهمية تاريخية ودينية، حيث يُعتقد أن السيد المسيح علّم فيها “الصلاة الربانية”. تمتلك فرنسا هذا الموقع منذ أكثر من 150 عامًا، وتديره راهبات الكرمل الفرنسيات منذ عام 1874.
في ظل هذه التطورات، دعت فرنسا إلى احترام المواقع التابعة لها في القدس، وحثت على ضرورة التهدئة والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. من جانبها، أكدت إسرائيل التزامها بالتعاون مع فرنسا، معربة عن أسفها لأي سوء فهم قد يكون حدث.
تُظهر هذه الحادثة أهمية التواصل والتنسيق بين الدول لضمان احترام البروتوكولات الدبلوماسية، والحفاظ على العلاقات الثنائية، خاصة في المناطق الحساسة مثل القدس. ويأمل المراقبون أن يتم تجاوز هذه التوترات من خلال الحوار والتفاهم المتبادل.