في ظل التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن لبنان لن يقبل بأي حلول تفرضها إسرائيل تتعارض مع سيادته وحقوقه المشروعة. جاءت تصريحات بري خلال لقائه مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، حيث شدد على أن لبنان لا يريد الحرب، لكنه يمتلك الحق والقدرة على الدفاع عن نفسه.
وأشار بري إلى أن لبنان ملتزم بتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينص على وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، لكنه أكد أن هذا الالتزام مشروط بوقف شامل وكامل لإطلاق النار من قبل إسرائيل. وأضاف أن الحل السياسي متاح في أي وقت، لكن دون وقف النار لا يمكن التوصل إلى حل سياسي.
وفي سياق متصل، نعى بري المبادرة الأمريكية الأخيرة لوقف النار في لبنان، معلنًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض خارطة الطريق اللبنانية التي تم التوافق عليها مع المبعوث الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكستين. واعتبر أن الحراك السياسي لحل الأزمة تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا بين حزب الله وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان القصف عبر الحدود، مما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير للبنية التحتية. ورغم الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع، إلا أن التوتر لا يزال قائمًا، مع مخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات، محذرة من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في المنطقة. كما أعربت عدة دول عربية وأوروبية عن دعمها للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق الهدنة، مؤكدة على ضرورة احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه.
في هذا السياق، يبقى الأمل معقودًا على التزام جميع الأطراف بتنفيذ بنود الاتفاقات الدولية، والعمل سويًا لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، بما يضمن حقوق الشعوب في العيش بأمان واستقرار.