في تصعيد جديد للتوترات في المنطقة، نفّذت القوات الجوية الإسرائيلية سلسلة من الغارات على مناطق متعددة في لبنان، مما أسفر عن مقتل 33 شخصًا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة. استهدفت هذه الغارات مناطق في الجنوب والشرق اللبناني، بما في ذلك بلدات البزالية في البقاع، حيث أُفيد عن مقتل 12 شخصًا في غارة استهدفت مجلس عزاء.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة تبادلًا مكثفًا للقصف عبر الحدود. أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ 120 غارة على مواقع مختلفة في لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية، معترفًا بمقتل 4 من جنوده في المواجهات.
من جانبها، ردّت قوات حزب الله بإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه مستوطنات إسرائيلية، مما أدى إلى إصابة 9 إسرائيليين، أحدهم بحالة حرجة. كما أعلن الحزب عن قصفه برشقة صاروخية كبيرة لقوات إسرائيلية في بلدة الخيام ومستوطنة كريات شمونة.
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء هذا التصعيد، داعيةً جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب اندلاع حرب شاملة في المنطقة. كما دعت منظمات حقوق الإنسان إلى حماية المدنيين وتجنب استهداف المناطق السكنية، محذرةً من أن استمرار القصف قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في لبنان.
في هذا السياق، أعلنت ثلاثة مستشفيات، اثنان منها في جنوب لبنان وآخر على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية، تعليق خدماتها جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة في محيطها، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعقّد جهود الإغاثة.
مع استمرار التوترات، يبقى الوضع في لبنان هشًا، وتظل الأنظار متجهة نحو الجهود الدبلوماسية الدولية لتهدئة الأوضاع ومنع اندلاع نزاع أوسع في المنطقة. ويأمل المراقبون أن تسفر هذه الجهود عن حلول جذرية للأزمات المتلاحقة، وتحقيق السلام والاستقرار المنشودين.