في ظل التصعيد المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين. أفادت مصادر مطلعة بأن المفاوضات شهدت تقدمًا ملحوظًا خلال الساعات الماضية، حيث أبدى الطرفان استعدادًا لمناقشة شروط الهدنة المقترحة.
أشارت التقارير إلى أن الوساطة الأمريكية لعبت دورًا حاسمًا في تقريب وجهات النظر، حيث قام المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكشتاين، بزيارات مكوكية بين بيروت وتل أبيب، حاملاً مقترحات تهدف إلى تهدئة الأوضاع. تتضمن هذه المقترحات انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الحدودية المتنازع عليها، مقابل التزام حزب الله بوقف العمليات العسكرية ضد إسرائيل.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، التزام بلاده بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينص على وقف الأعمال العدائية بين الطرفين. كما دعا المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة على الأراضي اللبنانية.
في المقابل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يضمن أمن إسرائيل، مشيرًا إلى أن بلاده لن تتهاون مع أي تهديدات لأمنها القومي.
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة، خاصة بعد تبادل القصف عبر الحدود خلال الأيام الماضية، مما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير للبنية التحتية.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات، محذرة من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في المنطقة.
في هذا السياق، أعربت عدة دول عربية وأوروبية عن دعمها للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق الهدنة، مؤكدة على ضرورة احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه.
مع استمرار المفاوضات، يأمل المراقبون أن تسفر هذه الجهود عن اتفاق يضع حدًا للتوترات المتصاعدة، ويعيد الاستقرار إلى المنطقة، مع التأكيد على أهمية التزام جميع الأطراف بالشروط المتفق عليها لضمان نجاح الهدنة.