في خطوة أثارت اهتمامًا دوليًا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل الرد على اقتراح هدنة بوساطة أمريكية مع لبنان. يأتي هذا التأجيل في وقت يشهد فيه التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله تصاعدًا ملحوظًا، ما يزيد من المخاوف بشأن اندلاع نزاع شامل في المنطقة.
الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة يهدف إلى التهدئة بين إسرائيل ولبنان، خاصة بعد سلسلة من الضربات المتبادلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويركز الاقتراح على وقف الأعمال العسكرية بين الجانبين وفتح قنوات دبلوماسية للتفاوض حول حل طويل الأمد. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن قبول الهدنة، ما دفع نتنياهو إلى تأجيل الإعلان عن موقف بلاده الرسمي.
المسؤولون الإسرائيليون أشاروا إلى أن نتنياهو يدرس بعناية كافة جوانب الاقتراح، خاصة فيما يتعلق بسلامة أمن إسرائيل وضمان عدم تعزيز حزب الله لقوته العسكرية خلال أي فترة تهدئة محتملة. كما أن الضغوط الداخلية تلعب دورًا رئيسيًا في التأجيل، حيث يواجه نتنياهو انتقادات من بعض الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية التي تطالب برد صارم على حزب الله بدلاً من السعي وراء التهدئة.
من جهة أخرى، رحبت أطراف دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالجهود الأمريكية للتوسط في وقف إطلاق النار. ويرى الكثيرون أن مثل هذه الهدنة قد تكون خطوة أولى نحو استقرار الأوضاع في لبنان، الذي يعاني من أزمات سياسية واقتصادية عميقة.
في المقابل، حزب الله لم يعلن رسميًا موقفه من الاقتراح، لكنه أكد مرارًا أن أي تهدئة يجب أن تضمن حماية سيادة لبنان وحقه في الدفاع عن نفسه ضد ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي”. ومع تصاعد التصريحات المتبادلة، يظل الوضع متوترًا، مع استمرار القلق من احتمال تصعيد إضافي.
الولايات المتحدة تضغط من أجل تنفيذ الهدنة في أسرع وقت ممكن، محذرة من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى عواقب كارثية على المنطقة ككل. وتواصل واشنطن بذل الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات بين إسرائيل ولبنان، على أمل أن تسفر هذه الجهود عن نتائج ملموسة تعزز السلام والاستقرار.
في ظل هذا التأجيل، يترقب الجميع قرار نتنياهو وما إذا كان سيختار التهدئة أو سيواصل النهج العسكري. وتبقى الأسئلة مفتوحة حول مستقبل الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وما إذا كانت الجهود الدولية قادرة على تحقيق هدنة دائمة تُجنب المنطقة خطر النزاع الشامل.