كيف سترد إيران على تصاعد الضربات الإسرائيلية ضد وكلائها؟

في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة، يزداد التساؤل حول كيفية رد إيران على هذا التصعيد. الضربات الإسرائيلية، التي تستهدف بشكل أساسي مواقع تابعة لحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى الفصائل المدعومة من إيران في سوريا والعراق، تُعتبر جزءًا من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تقليص نفوذ طهران الإقليمي واحتواء تمددها العسكري.

إيران، التي تعد واحدة من أبرز اللاعبين الإقليميين، تتعرض لضغوط كبيرة نتيجة لهذا التصعيد. ومع ذلك، فإن الرد الإيراني على الضربات الإسرائيلية قد يتخذ أشكالًا متعددة، من خلال الفصائل المسلحة التابعة لها في لبنان وسوريا والعراق. إيران تعتمد على هذه الفصائل كجزء من استراتيجيتها لتمديد نفوذها في المنطقة، ويُتوقع أن ترد من خلال هذه الجهات بدلاً من الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

أحد الاحتمالات الرئيسية لرد إيران هو تفعيل أذرعها العسكرية في المنطقة لشن هجمات انتقامية ضد المصالح الإسرائيلية أو حتى استهداف القوات الأمريكية المتواجدة في العراق وسوريا. حزب الله، الذي يُعتبر أحد أهم حلفاء إيران في المنطقة، قد يكون في طليعة هذه الردود، حيث يُتوقع أن يرد على أي تصعيد إسرائيلي يستهدفه مباشرة.

إيران قد تعتمد أيضًا على تكتيكات الحرب غير التقليدية، مثل الهجمات السيبرانية أو استخدام طائرات دون طيار لمهاجمة أهداف إسرائيلية أو حلفاء إسرائيل في المنطقة. هذه الأساليب تمثل جزءًا من قدرات إيران العسكرية المتطورة، التي استخدمتها بالفعل في العديد من النزاعات الإقليمية.

في المقابل، يبقى السؤال حول مدى قدرة إيران على التوازن بين التصعيد ورد الفعل دون الانجرار إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل. طهران تواجه ضغوطًا داخلية نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها والتحديات السياسية الداخلية، ما قد يجعلها حذرة في الانخراط في تصعيد واسع قد يفاقم أوضاعها الداخلية.

على الصعيد الدبلوماسي، إيران قد تسعى إلى تعزيز دعم حلفائها الدوليين، مثل روسيا والصين، لزيادة الضغط على إسرائيل من خلال المنظمات الدولية. هذه الجهود الدبلوماسية تهدف إلى احتواء التصعيد الإسرائيلي وكسب تأييد دولي ضد الهجمات الإسرائيلية المتزايدة.

في النهاية، يبقى رد إيران مرهونًا بالتطورات على الأرض وبمدى استمرار إسرائيل في استهداف الفصائل المدعومة من طهران. ومع ذلك، يظل التوتر بين الطرفين مرشحًا للتصاعد، مما يزيد من احتمالية اندلاع مواجهة أوسع في المنطقة قد تشمل المزيد من الأطراف الإقليمية والدولية.