في جنوب لبنان، وجد القرويون المسيحيون أنفسهم محاصرين في خضم الاشتباكات الدائرة بين إسرائيل وحزب الله. قرية رميش، التي تبعد حوالي كيلومترين عن الحدود الإسرائيلية، تعد واحدة من القرى المسيحية القليلة التي نجت إلى حد كبير من أسوأ موجات العنف، لكنها لا تزال محاطة بالنيران المتبادلة بين الجانبين. السكان المحليون يعيشون في حالة خوف دائم، حيث تُسمع أصوات القصف والاشتباكات بشكل متواصل.
مع تصاعد التوترات منذ سبتمبر، ازدادت معاناة السكان المدنيين في المنطقة. بعضهم علق في منازلهم بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والطرق غير الآمنة، بينما يجد الآخرون صعوبة في الحصول على الإمدادات الأساسية مثل الوقود والدواء. رغم الدعوات الإسرائيلية للسكان بالفرار، يرفض العديد من العائلات المغادرة، متمسكين بأرضهم وتقاليدهم.
في ظل هذا الصراع المستمر، يعاني السكان من شح في الموارد الإنسانية، ويضطرون للاعتماد على المساعدات التي تُنقل بشكل محدود تحت حماية الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. هذا الوضع يضيف ضغطًا كبيرًا على المجتمعات المسيحية في الجنوب، التي تعيش بين نارين، وتحاول الصمود في وجه هذه الظروف القاسية.