في تصعيد جديد للصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن 13 شخصًا على الأقل قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مخيمًا للاجئين في غزة. الضربة الجوية، التي وقعت في ساعات الفجر، أسفرت عن دمار واسع في المخيم، حيث أفاد شهود عيان بأن عدة منازل تعرضت للدمار الكامل، فيما تستمر فرق الإنقاذ في البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
الضحايا شملوا نساءً وأطفالًا، مما زاد من حدة الغضب والاستياء بين سكان القطاع الذين يعانون بالفعل من تدهور الوضع الإنساني بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر والعمليات العسكرية المتكررة. وزارة الصحة الفلسطينية أشارت إلى أن عدد الجرحى في الهجوم قد يرتفع، حيث يعمل الأطباء في المستشفيات الميدانية على تقديم الرعاية الطارئة للمصابين.
الجيش الإسرائيلي أعلن أن الغارة كانت تستهدف “مواقع عسكرية تابعة لحماس” في إطار عملياته المستمرة لوقف إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه المدن الإسرائيلية. وأضاف الجيش أن الهجوم جاء ردًا على إطلاق الصواريخ الذي تصاعد في الأيام الأخيرة، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي للغارة كان منشآت عسكرية تحت الأرض تستخدم لتخزين الأسلحة.
في المقابل، أدانت الفصائل الفلسطينية في غزة الغارات واعتبرتها “جريمة حرب” تستهدف المدنيين الأبرياء. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف “العدوان الإسرائيلي” على قطاع غزة. وأكدت حماس أنها ستواصل الرد على الهجمات الإسرائيلية وستكثف من إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.
التصعيد الأخير يأتي في وقت حساس، حيث تزايدت الضغوط الدولية على الجانبين لوقف العنف المتبادل والعودة إلى طاولة المفاوضات. الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي دعتا إلى ضبط النفس وحثتا الأطراف المتنازعة على حماية المدنيين، خاصة في المناطق السكنية المكتظة مثل مخيمات اللاجئين.
منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية أعربت عن قلقها العميق إزاء الوضع المتفاقم في قطاع غزة، محذرة من أن استمرار العمليات العسكرية سيؤدي إلى كارثة إنسانية. وأشارت إلى أن سكان غزة يعانون بالفعل من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية بسبب الحصار، وأن أي تصعيد إضافي سيؤدي إلى تفاقم الأزمة.
مع استمرار الغارات الجوية والردود الصاروخية، يبقى الوضع في غزة مقلقًا للغاية، حيث يخشى الكثيرون من أن يؤدي التصعيد إلى حرب شاملة جديدة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وبينما تواصل الجهود الدبلوماسية الدولية للتهدئة، يبدو أن الأوضاع على الأرض مرشحة لمزيد من العنف والتوتر في الأيام المقبلة.