في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفًا له، بينما سيتولى غدعون ساعر منصب وزير الخارجية. تأتي هذه التغييرات في وقت حساس، حيث تواجه إسرائيل تحديات أمنية متعددة على جبهات مختلفة.
أوضح نتنياهو أن قراره جاء نتيجة “فجوات كبيرة” في استراتيجيات إدارة الحروب في غزة ولبنان بينه وبين غالانت، مما أدى إلى تآكل الثقة بينهما. وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز استقرار الحكومة والائتلاف الحاكم، خاصة في ظل الظروف الأمنية الراهنة.
من جانبه، أعرب غالانت عن استيائه من القرار، مشيرًا إلى أن إقالته جاءت بسبب مواقفه من قضايا حساسة، مثل ضرورة إنهاء الإعفاءات من الخدمة العسكرية لليهود المتدينين، وأهمية التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، وضرورة تشكيل لجنة تحقيق في الهجوم الذي نفذته حماس في أكتوبر 2023.
أثارت هذه الإقالة ردود فعل متباينة داخل إسرائيل. ففي حين رحب أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف بالقرار، انتقدته شخصيات معارضة، معتبرة أنه يهدد أمن إسرائيل ويعكس سعي نتنياهو للبقاء في السلطة بأي ثمن. كما شهدت المدن الكبرى احتجاجات شعبية، حيث تجمع الآلاف للتعبير عن رفضهم للقرار والمطالبة بالشفافية في إدارة الشؤون الأمنية.
يُذكر أن العلاقة بين نتنياهو وغالانت شهدت توترات منذ أكثر من عام، حيث اختلفا حول كيفية إدارة الصراعات في غزة ولبنان، بالإضافة إلى قضايا داخلية مثل إعفاءات الخدمة العسكرية لليهود المتدينين. وكان نتنياهو قد فكر في إقالة غالانت في وقت سابق، لكنه تراجع بسبب الضغوط الشعبية.
تأتي هذه التغييرات في وقت حساس، حيث تواجه إسرائيل تحديات أمنية متعددة، بما في ذلك الصراعات مع حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والتوترات مع إيران. ومن المتوقع أن تؤثر هذه التغييرات على استراتيجيات إسرائيل الأمنية والسياسية في المستقبل القريب.
في الختام، تظل الأوضاع في إسرائيل معقدة، حيث تتداخل القضايا الأمنية مع التحديات السياسية الداخلية. ويبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه التغييرات على استقرار الحكومة وقدرتها على التعامل مع التحديات الراهنة.