في تصعيد جديد للتوترات في المنطقة، تعهد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، برد عنيف ضد إسرائيل في حال استمرت الهجمات الإسرائيلية على لبنان أو سوريا. هذا التصريح جاء خلال خطاب ناري ألقاه نصرالله أمام مؤيديه، حيث أكد أن أي تصعيد من جانب إسرائيل سيقابل برد حاسم وقوي من قبل حزب الله، محذرًا من أن المواجهة المقبلة ستكون “مفتوحة على كل الاحتمالات”.
نصرالله شدد على أن المقاومة اللبنانية مستعدة لأي مواجهة قد تفرضها إسرائيل، مضيفًا أن الحزب يمتلك قدرات عسكرية متطورة تمكنه من الرد بفعالية على أي اعتداء. واعتبر أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع حزب الله في سوريا ولبنان تمثل استفزازًا خطيرًا لا يمكن السكوت عنه. وأكد نصرالله أن المقاومة لن تسمح لإسرائيل بمواصلة عدوانها دون عقاب، مشيرًا إلى أن الحزب مستعد للرد في “الزمان والمكان المناسبين”.
خطاب نصرالله يأتي في وقت يشهد فيه الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصاعدًا ملحوظًا في التوترات. القوات الإسرائيلية كثفت من استعداداتها العسكرية على طول الحدود الشمالية، تحسبًا لأي تصعيد محتمل من جانب حزب الله، فيما تواصل إسرائيل استهداف مواقع للحزب في سوريا ضمن جهودها لوقف نقل الأسلحة المتطورة من إيران إلى لبنان.
تصريحات نصرالله أثارت قلقًا في الأوساط السياسية والدولية، حيث يخشى العديد من أن تؤدي هذه التوترات إلى اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين حزب الله وإسرائيل. المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، دعا إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية وسياسية خانقة.
من جانبه، ردت إسرائيل بتحذيرات مشابهة، مؤكدة أنها لن تتسامح مع أي تهديد لأمنها، وأن الجيش الإسرائيلي جاهز للرد على أي هجوم قد تشنه المقاومة اللبنانية. وقال مسؤولون إسرائيليون إن أي هجوم من حزب الله سيقابل برد عسكري واسع يستهدف البنية التحتية للحزب في لبنان وسوريا.
التوترات بين حزب الله وإسرائيل ليست جديدة، لكنها شهدت تصاعدًا في الأشهر الأخيرة، مع تبادل الهجمات والتهديدات بين الجانبين. نصرالله أشار في خطابه إلى أن المقاومة اللبنانية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام “العدوان الإسرائيلي”، مؤكدًا أن الحزب سيستخدم كل إمكانياته للدفاع عن لبنان وردع إسرائيل.
مع استمرار التصعيد الكلامي بين الطرفين، يبقى السؤال المطروح: هل ستتطور هذه التوترات إلى مواجهة عسكرية شاملة، أم أن الجهود الدبلوماسية ستنجح في تهدئة الأوضاع وتجنب كارثة جديدة في المنطقة؟