في ظل التصعيد المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تسلمت الحكومة اللبنانية مسودة مقترح لوقف إطلاق النار من السفيرة الأمريكية في بيروت، ليزا جونسون، نيابة عن المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكستين. يهدف هذا المقترح إلى إنهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي ينص على خلو جنوب لبنان من الأسلحة غير التابعة للدولة اللبنانية.
تتضمن مسودة المقترح آليات لتعزيز تنفيذ القرار 1701، بما في ذلك إنشاء منطقة خالية من الأسلحة في جنوب لبنان، ونشر قوات الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات اليونيفيل لضمان الاستقرار في المنطقة. كما تشير المسودة إلى إمكانية إنشاء آلية مراقبة دولية لضمان التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاق.
من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن لبنان يدرس المقترح بعناية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على سيادة البلاد وحقوقها. وأشار إلى أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، ويحترم القرارات الدولية ذات الصلة.
في السياق ذاته، أعربت إيران عن دعمها لأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية والمقاومة في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل. جاء ذلك على لسان علي لاريجاني، مستشار الزعيم الأعلى الإيراني، خلال زيارته لبيروت ولقائه مع المسؤولين اللبنانيين.
على الجانب الآخر، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان، حيث شنت غارات جوية استهدفت مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت ومواقع في جنوب البلاد. تأتي هذه الهجمات في وقت تتزايد فيه الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
يواجه المقترح الأمريكي تحديات عدة، أبرزها ضمان التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاق، وتوفير الضمانات اللازمة لتنفيذه على الأرض. كما يتطلب الأمر توافقًا داخليًا في لبنان، خاصة في ظل الانقسامات السياسية والطائفية التي تشهدها البلاد.
في الختام، يبقى الأمل معقودًا على نجاح الجهود الدبلوماسية في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، بما يضمن استقرار لبنان والمنطقة، ويحفظ حقوق وسيادة الدول المعنية.