في تصعيد جديد للتوترات في المنطقة، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارة على جنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل مواطن بنغلاديشي وإصابة آخرين. وقع الهجوم في منطقة صيدا، حيث استهدفت الغارات مواقع يُعتقد أنها تابعة لحزب الله. أفادت التقارير بأن المواطن البنغلاديشي كان يعمل في لبنان منذ عدة سنوات، ويُعتبر من بين آلاف العمال الأجانب الذين يسهمون في الاقتصاد اللبناني.
أعربت السفارة البنغلاديشية في بيروت عن قلقها البالغ إزاء الحادث، ودعت السلطات اللبنانية والإسرائيلية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة العمال الأجانب في المنطقة. كما طالبت بإجراء تحقيق شفاف في ملابسات الحادث وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة.
من جانبها، أدانت الحكومة اللبنانية الهجوم، واعتبرته انتهاكًا لسيادة البلاد وتهديدًا لأمن المدنيين. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف التصعيد وحماية المدنيين الأبرياء.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، حيث شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية اشتباكات متكررة خلال الأسابيع الأخيرة. أعربت المنظمات الإنسانية عن قلقها من تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة، محذرة من تأثير الصراع على المدنيين، خاصة العمال الأجانب الذين يفتقرون إلى الحماية الكافية.
في هذا السياق، دعت منظمات حقوق الإنسان إلى احترام القانون الدولي الإنساني وتجنب استهداف المدنيين والمناطق السكنية. كما شددت على ضرورة توفير الحماية للعمال الأجانب وضمان حقوقهم في ظل النزاعات المسلحة.
يُذكر أن لبنان يستضيف عددًا كبيرًا من العمال الأجانب، خاصة من دول جنوب آسيا، الذين يعملون في قطاعات مختلفة مثل البناء والزراعة والخدمات المنزلية. ويواجه هؤلاء العمال تحديات متعددة، بما في ذلك ظروف العمل الصعبة ونقص الحماية القانونية، مما يجعلهم عرضة للمخاطر، خاصة في أوقات النزاع.
في الختام، تؤكد هذه الحادثة على الحاجة الملحة إلى تعزيز الجهود الدولية لحماية المدنيين والعمال الأجانب في مناطق النزاع، وضمان احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف المتنازعة.