يوم الثلاثاء، شنّت القوات الإسرائيلية غارات جوية على مناطق في شرق لبنان، وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية. تأتي هذه الضربات في خضم الاشتباكات المستمرة بين حزب الله والجنود الإسرائيليين، عقب تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتخاذ إجراءات عدائية ضد الحزب.
وجاء تصريح نتنياهو يوم الاثنين بعد هجوم بطائرة مسيّرة نفّذه حزب الله على قاعدة عسكرية إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة 60 آخرين. وقال نتنياهو: “سنواصل ضرب حزب الله بلا رحمة عبر لبنان، بما في ذلك في بيروت”، خلال زيارته إلى قاعدة عسكرية بالقرب من بنيامينا جنوب حيفا.
وأعلن حزب الله أن مقاتليه اشتبكوا مع الجنود الإسرائيليين الذين حاولوا التسلل قرب قرية رب تلتين، وأطلقوا صواريخ على جنود إسرائيليين، بينما أُطلقت صواريخ باتجاه شمال إسرائيل حيث انطلقت صفارات الإنذار.
وفي المقابل، أعلنت إسرائيل أنها قتلت العشرات من مقاتلي حزب الله في اشتباكات قريبة خلال اليوم الماضي. أسفرت هذه الحرب التي تصاعدت بعد توسيع العمليات الإسرائيلية في لبنان الشهر الماضي عن مقتل 1,315 شخصًا على الأقل، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، مع احتمال أن تكون الأعداد الفعلية أكبر.
في وقت مبكر من الثلاثاء، استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية وادي البقاع الشرقي، مما أدى إلى تعطيل مستشفى في بعلبك، وفقًا لوكالة الأنباء الوطنية اللبنانية (NNA). وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها إزاء الهجمات على سيارات الإسعاف والمرافق الصحية، ووصفتها بأنها “مقلقة للغاية”.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية أيضًا مناطق يسيطر عليها حزب الله في لبنان، بما في ذلك قرية مسيحية شمالية قتل فيها 21 شخصًا على الأقل يوم الاثنين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وأصبحت عمليات الإنقاذ أكثر صعوبة، حيث صرح رئيس الدفاع المدني أنيس عبلة في مرجعيون بأن “مهام الإنقاذ تزداد صعوبة” بسبب الضربات المستمرة التي تستهدف حتى عمال الإنقاذ.
وأكدت إسرائيل عزمها على دفع حزب الله للتراجع لحماية حدودها الشمالية، مما يتيح للسكان الذين نزحوا بسبب الهجمات الصاروخية العودة بأمان.
وفي قرية كفر قرع شمال إسرائيل، أعرب يوسف، مدير مطعم، عن قلقه بعد الهجوم الأخير لحزب الله على قاعدة عسكرية قريبة، وقال: “الآن يعرفون مكان القاعدة، ماذا لو أطلقوا النار مرة أخرى وأخطأوا الهدف بقليل؟”.
وأشار حزب الله إلى أن هجومه الصاروخي على ضواحي تل أبيب جاء ردًا على الغارات الإسرائيلية، بما في ذلك واحدة في بيروت الأسبوع الماضي التي أسفرت عن مقتل 22 شخصًا. وأضاف الحزب أن عملياته تأتي تضامنًا مع حماس بعد هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
أسفرت الحرب في لبنان عن نزوح حوالي 690,000 شخص، وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية. وفي غضون ذلك، تواجه إسرائيل انتقادات متزايدة بشأن إصابات لحقت بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، مع تعبير مجلس الأمن الدولي عن قلقه يوم الاثنين.
ورغم طلب نتنياهو من قوات “اليونيفيل” التابعة للأمم المتحدة الانسحاب، أكد رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، جان بيير لاكروا، أن القوات ستبقى في مكانها.
وحذّر الملك الأردني عبد الله الثاني من أن الوضع قد يتصاعد إلى “حرب إقليمية ستكون مكلفة للجميع”، وذلك خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
في الوقت نفسه، ما زالت إسرائيل تفكر في ردها على هجوم صاروخي من إيران في الأول من أكتوبر، والذي جاء ردًا على عمليات إسرائيلية قُتل فيها قادة من الميليشيات المتحالفة مع طهران. وأفادت تقارير من مسؤولين أمريكيين بأن إسرائيل تخطط لشن هجوم مضاد يستهدف مواقع عسكرية إيرانية، مع تجنب المنشآت النووية والنفطية.