في خطوة تصعيدية جديدة، أرسلت إسرائيل تحذيرات إخلاء إلى سكان بيروت، وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله. التحذيرات جاءت بعد سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وهي معقل الحزب الرئيسي. هذه التحذيرات أثارت حالة من القلق بين السكان، حيث يخشى الكثيرون من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية شاملة في الأيام المقبلة.
الرسائل التي وصلت إلى سكان بيروت حذرتهم من التواجد في مناطق معينة قد تكون مستهدفة في الهجمات الإسرائيلية المقبلة. السلطات الإسرائيلية أكدت أن هذه التحذيرات تهدف إلى حماية المدنيين وتجنب وقوع ضحايا نتيجة الضربات الجوية. إلا أن هذه الخطوة قوبلت بإدانة شديدة من قبل الحكومة اللبنانية وحزب الله، اللذين اعتبراها جزءًا من “الحرب النفسية” التي تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.
الحكومة اللبنانية أدانت بشدة هذه التحذيرات، واصفةً إياها بأنها “انتهاك للسيادة اللبنانية” ومحاولة لبث الخوف والذعر بين السكان. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف ما وصفته بـ”العدوان الإسرائيلي المتواصل” على لبنان. كما حذرت من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية التي يعاني منها لبنان.
من جهته، رد حزب الله على التحذيرات بتأكيد استعداده لمواجهة أي تصعيد عسكري من جانب إسرائيل. وأكد الحزب أن المقاومة اللبنانية جاهزة للرد على أي هجوم، وأن إرسال هذه التحذيرات لن يغير من مواقف الحزب أو استراتيجياته. كما أشار إلى أن أي اعتداء على لبنان سيواجه برد قاسٍ.
إسرائيل، التي صعّدت عملياتها العسكرية ضد حزب الله في الأشهر الأخيرة، تعتبر الحزب تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وتؤكد أنها ستواصل استهداف أي مواقع تعتبرها جزءًا من البنية التحتية العسكرية للحزب. وتأتي هذه التحذيرات كجزء من استراتيجيتها لتقليل الخسائر المدنية في حالة اندلاع مواجهات أوسع.
المجتمع الدولي يعبر عن قلقه إزاء هذه التطورات المتسارعة، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كلا الطرفين إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، يبقى الوضع في لبنان هشًا، وسط مخاوف من أن تتحول هذه التوترات إلى صراع مفتوح.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال حول ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية الدولية ستتمكن من تهدئة الأوضاع قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، أم أن المنطقة تتجه نحو مواجهة عسكرية جديدة قد تكون لها تداعيات كارثية على لبنان وإسرائيل والمنطقة بأكملها.