في دراسة حديثة، ألقى العلماء الضوء على فترة تاريخية قبل حوالي 900,000 سنة، حيث كاد أسلاف البشرية أن ينقرضوا بسبب تغيرات مناخية قاسية. هذه الفترة شهدت انخفاضًا حادًا في عدد السكان إلى حوالي 1,300 فرد، ما أدى إلى “عنق زجاجة” جيني عميق أثر على التنوع الجيني للإنسان الحديث.
تم تحليل البيانات الجينية لأكثر من 3,000 شخص من 10 مجموعات سكانية في أفريقيا و40 مجموعة خارج أفريقيا، مما أتاح الكشف عن بصمات التقلبات السكانية القديمة في التسلسلات الجينومية للإنسان الحديث. أظهرت النتائج أن هذه الفترة الحرجة أدت إلى انخفاض حاد في التنوع الجيني وربما كانت مسؤولة عن ظهور نوع جديد من الهومينين.
التحليلات تستند إلى أداة جديدة تسمى FitCoal، التي تتبع الطفرات الجينية واحتمالات حدوثها عبر الزمن، مما يتيح تقدير حجم السكان في لحظات مختلفة من التاريخ التطوري. وقد أشارت هذه الأداة إلى أن حجم السكان الفعال كان حوالي 1,280 فردًا فقط خلال هذه الفترة، مما يشير إلى وجود عنق زجاجة شديد.
من الناحية البيئية، يُعتقد أن التغيرات المناخية الشديدة، بما في ذلك حدوث فترات تبريد عالمية، زيادة الجليد، جفاف مطول وتغيرات في نظم الرياح الموسمية، قد لعبت دورًا رئيسيًا في هذه الأزمة السكانية. يشير الباحثون إلى أن هذه الظروف القاسية قد أثرت على قدرة أسلاف الإنسان على البقاء والتكاثر، مما أدى إلى فقدان كبير في التنوع الجيني.
على الرغم من هذه التحديات، يبدو أن أسلاف الإنسان تمكنوا من البقاء على قيد الحياة في أعداد صغيرة جدًا لفترة طويلة تقدر بحوالي 120,000 سنة. عندما أصبحت الظروف مرة أخرى مواتية للسكن البشري، سواء من خلال تحولات مناخية مفيدة أو تقدم تكنولوجي مثل السيطرة على النار، تعافت أعداد