شهدت الحدود بين لبنان وإسرائيل تصعيدًا جديدًا في الاشتباكات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية يوم 13 سبتمبر 2024، حيث استمرت التوترات في الارتفاع بين الطرفين وسط تصاعد المخاوف من اندلاع حرب شاملة. الاشتباكات الأخيرة تأتي في سياق سلسلة من العمليات المتبادلة التي بدأت قبل عدة أشهر، ما زاد من حدة التوتر على طول الخط الأزرق.
وفقًا للتقارير الميدانية، استهدفت القوات الإسرائيلية مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان بالمدفعية الثقيلة بعد تعرض مناطق إسرائيلية على الحدود لقصف صاروخي من جانب حزب الله. الصواريخ التي أطلقها حزب الله استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية، مما أدى إلى أضرار مادية دون تسجيل إصابات حتى الآن. في المقابل، أدى الرد الإسرائيلي إلى تدمير عدة مواقع يُعتقد أنها تُستخدم لتخزين الأسلحة وتدريب المقاتلين.
القوات الإسرائيلية أكدت أنها في حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع لبنان، وأنها مستعدة للرد على أي هجوم جديد من جانب حزب الله. وفي بيان رسمي، شددت القيادة الإسرائيلية على أنها لن تتهاون في الدفاع عن أمن إسرائيل، معتبرة أن حزب الله يتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الحالي.
من جانب آخر، أصدر حزب الله بيانًا يعلن فيه مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية، مؤكدًا أن العملية جاءت ردًا على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في جنوب لبنان وسوريا في الأيام الماضية. كما أكد حزب الله أن أي تصعيد من الجانب الإسرائيلي سيواجه برد مماثل، محذرًا من توسيع نطاق العمليات إذا استمر القصف الإسرائيلي.
المجتمع الدولي عبّر عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع على الحدود بين لبنان وإسرائيل، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ضرورة ضبط النفس من كلا الطرفين والعودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب تصاعد العنف. كما شددت الدول الكبرى على أهمية الحفاظ على استقرار المنطقة، محذرة من أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية حادة.
الاشتباكات المستمرة تزيد من تعقيد الوضع في الشرق الأوسط، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية في هذا الصراع. مع استمرار تبادل الضربات، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت الجهود الدولية ستتمكن من تهدئة الأوضاع قبل أن يتفاقم النزاع إلى حرب شاملة.