في مشهد مهيب، شيّع أهالي بلدة برجا اللبنانية جثامين العشرات من الضحايا الذين سقطوا جراء الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت البلدة مؤخرًا. تجمع المئات من المشيعين في ساحة البلدة، حيث أقيمت صلاة الجنازة قبل نقل الجثامين إلى مثواها الأخير في مقبرة البلدة.
كانت الغارة قد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة. تسببت الغارة في دمار واسع النطاق، حيث دُمرت عدة منازل ومبانٍ سكنية، مما أدى إلى نزوح العديد من العائلات التي فقدت مساكنها.
أعرب المشيعون عن حزنهم العميق وغضبهم إزاء هذه الهجمات، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المدنيين. كما دعا زعماء محليون إلى الوحدة والتضامن في مواجهة هذه التحديات، مؤكدين على ضرورة تقديم الدعم للمتضررين وإعادة إعمار ما دمرته الغارات.
من جانبه، أدان رئيس الوزراء اللبناني هذه الهجمات، واصفًا إياها بأنها انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية ولقرارات الأمم المتحدة. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف هذه الاعتداءات.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل ولبنان، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة تبادلًا للقصف عبر الحدود. وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء هذا التصعيد، داعيةً جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
في هذا السياق، دعت منظمات حقوق الإنسان إلى حماية المدنيين وتجنب استهداف المناطق السكنية، محذرةً من أن استمرار القصف قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في لبنان. كما طالبت بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
مع استمرار التوترات، يبقى الوضع في لبنان هشًا، وتظل الأنظار متجهة نحو الجهود الدبلوماسية الدولية لتهدئة الأوضاع ومنع اندلاع نزاع أوسع في المنطقة.