اكتشاف كعكة غامضة في نواة الأرض المنصهرة

نواة الأرض، وهي كرة ضخمة من المعدن السائل تقع على عمق حوالي 2890 كيلومترًا تحت السطح، كشفت عن ميزة جديدة ومفاجئة. اكتشف العلماء هيكلًا يشبه الحلقة في النواة الخارجية يشبه الكعكة “الدونات”، ويمتد بشكل موازٍ لخط الاستواء، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة *Science Advances*.

أوضح البروفيسور هرفوي تكلتشيك، أحد مؤلفي الدراسة، أن التكنولوجيا الحالية لا تسمح بالوصول المباشر إلى نواة الأرض، لذا اعتمد الفريق على الموجات الزلزالية التي تتولد من الزلازل الكبيرة لدراسة الطبقات الداخلية للكوكب. قاموا بتحليل كيفية انتقال هذه الموجات عبر الأرض، بمقارنة البيانات من أجهزة الكشف الموجودة بالقرب من القطبين مع تلك الأقرب إلى خط الاستواء.

لاحظ الباحثون أن الموجات الزلزالية تباطأت بالقرب من الجزء العلوي من النواة الخارجية، أسفل الغلاف مباشرة. أوضح تكلتشيك قائلًا: “من خلال فهم هندسة مسارات الموجات وكيفية حركتها عبر النواة الخارجية، تمكنا من إعادة بناء أوقات سفرها عبر الأرض”.

اكتشفوا أن الموجات الزلزالية تباطأت في منطقة تتخذ شكل طارة رياضياً، مما يشبه شكل الكعكة. وأشار تكلتشيك إلى أن الموجات التي تم اكتشافها بالقرب من القطبين كانت تتحرك أسرع من تلك الموجودة بالقرب من خط الاستواء.

وأكد تكلتشيك أن فهم النواة الخارجية مهم للغاية لأنها تلعب دورًا رئيسيًا في توليد المجال المغناطيسي للأرض. يحمي هذا المجال المغناطيسي الكوكب من القصف المستمر بالجسيمات المشحونة من الشمس. تتحرك الحديد والنيكل المنصهر في النواة مكونة تيارات كهربائية تعمل مثل “دينامو عملاق” تولد وتحافظ على المجال المغناطيسي. هذه الظاهرة التي تولد هذا الدينامو لطالما حيرت العلماء، حيث أنها فريدة من نوعها للأرض مقارنة بالكواكب الأخرى.

نواة الأرض أكبر قليلاً من كوكب المريخ، مما دفع تكلتشيك لوصفها بأنها “كوكب داخل كوكبنا”. على الرغم من أن الحجم الدقيق للهيكل الذي يتخذ شكل الكعكة لا يزال غير مؤكد، إلا أنه من المحتمل أن يمتد لبضع مئات من الكيلومترات تحت حدود النواة والغلاف.

يُعتقد أن هذا الهيكل يتكون من عناصر كيميائية أخف، مثل السيليكون أو الكبريت أو الأكسجين أو الهيدروجين أو الكربون.