تحت غطاء الثلج الكثيف في أنتاركتيكا، يكمن عالم خفي مليء بالبراكين التي لم تكتشف بعد، حيث يشير العلماء إلى وجود مئات البراكين تحت الجليد بإمكانها أن تكون نشطة ولها القدرة على الثوران. هذا الاكتشاف الرائد، الذي توصل إليه فريق من العلماء بقيادة روبرت وايك دي فريس، يؤكد على وجود 91 بركانًا جديدًا مختبئًا تحت طبقات الجليد التي يصل سمكها إلى ثلاثة كيلومترات.
هذه البراكين تمتد عبر منطقة تُعرف بأرض ماري بيرد، وتشكل واحدة من أكبر المناطق البركانية على كوكب الأرض، حيث تمتد عبر مسافة كبيرة تعادل البُعد من كندا إلى المكسيك. البحوث التي تم نشرها في الجمعية الجيولوجية بلندن تُظهر أن هذه المنطقة البركانية قد تكون مرتبطة بمنطقة الانشقاق الغربي الأنتاركتيكي، وهي منطقة حيث تنفصل أو تتشقق الصفائح التكتونية لقشرة الأرض مما يسمح للماغما المنصهرة بالصعود نحو سطح الأرض، مغذية بذلك النشاط البركاني.
من المحتمل أن تكون هذه المنطقة البركانية نشطة، كما يُشير وجود بركان جبل إيريبوس النشط فوق الجليد. البراكين النشطة تعيد بناء مخاريطها باستمرار، وهو ما يمنع الجليد المتحرك من محو شكلها المميز. إذا كانت هذه المنطقة البركانية نشطة بالفعل، فقد يكون لذلك تأثير كبير على الجليد الذي يغطيها.
أحد التأثيرات المحتملة لثوران هذه البراكين هو ذوبان الجليد الذي يغطيها، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار العالمية. الجليد في أنتاركتيكا بالفعل يذوب بسبب الاحترار العالمي، وأي ذوبان إضافي قد يؤدي إلى تسريع هذه العملية. ومع ذلك، فإن التأثير الفردي للثورات البركانية على الصفيحة الجليدية بأكملها قد يكون محدودًا، لكن إذا كانت المنطقة البركانية بأكملها نشطة، فقد يؤدي ذلك إلى ذوب