في ظل التوترات المتصاعدة في لبنان، وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نداءً إلى حزب الله، داعيًا إياه إلى استخلاص العبر من الحرب المدمرة التي شهدتها البلاد. جاءت هذه الدعوة خلال عظته الأسبوعية، حيث أكد الراعي على ضرورة إعادة النظر في السياسات التي أدت إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية في لبنان.
أشار البطريرك إلى أن الشعب اللبناني هو مصدر السلطات وصاحب السيادة، ويمارسها عبر المؤسسات الدستورية. وتساءل عن رأي الشعب في التمادي بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين كاملتين، وعدم انتظام المؤسسات الدستورية، وفي طليعتها مجلس النواب الذي أصبح هيئة انتخابية لا تشريعية، ومجلس الوزراء المحدود الصلاحيات والذي يقاطعه عدد من الوزراء. كما تساءل عن رأي الشعب في الحرب المدمرة بين حزب الله وإسرائيل، مؤكدًا أن الشعب حتمًا ضدها لأنه هو ثمنها: ضحايا مدنية رجالًا ونساءً وأطفالًا، وكأننا أمام حرب إبادة، تُستعمل فيها أحدث الأسلحة والصواريخ، من دون شفقة ورحمة.
وأضاف الراعي أن النزوح سيكون، إذا أهمل، سببًا للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية بين المواطنين. وشدد على ضرورة المزيد من الوعي، والمحافظة على الأملاك الخاصة، وعلى العيش المشترك. كما دعا إلى تحرير المدارس الخاصة والرسمية لكي تتأمن التربية والتعليم لأطفالنا وأجيالنا الطالعة، مؤكدًا أن هذا الأمر هو في عهدة وزارة التربية والحكومة.
في هذا السياق، دعا البطريرك الراعي مجلس الأمن والأسرتين العربية والدولية إلى التدخل الدبلوماسي لإيقاف النار بين حزب الله وإسرائيل، وإيجاد الحلول اللازمة رحمةً بلبنان وشعبه. وأكد أن بالحرب الجميع خاسر ومنهزم ومكسور.
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه لبنان تحديات سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة، حيث يعاني الشعب من تداعيات الأزمات المتلاحقة. ويأمل البطريرك الراعي أن تسهم هذه الدعوات في تحفيز الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.